التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عيون محبة وعيون كارهة. والتوقعات

احنا فاكرين ان صورة شريك الحياة والحبيب اللي شايفينها حقيقية...ولكن في الحقيقة صورة شريك الحب في عيونا تتاثر بسحر الحب ودخان الكراهية...سحر الحب بيدي للحبيب مميزات مش فيه وبيحليه في عيونا والعكس الكراهية بتضفي عليه عيوب مش موجودة فيه وممكن تحول مميزاته لعيوب لا تطاق.
(اللي قالت اكرهه بقدر حبه لي  ربما بسبب كراهيتها شايفة كل حبه لها ايذاء)

 ما هي مواصفات الشريك المثالي؟

 أغلبنا بيحلم بالشريك الودود والمحب والأهل للثقة والودود والعاشق  و الجذاب والمثير  و الغني والقوي  .ودي احلام مشروعة..بس في النهاية احلام

رضانا وسعادتنا بالعلاقة الحميمة والزواج بيعتمد على الفرق بين الصورة المتخيلة عن الشريك المثالي اللي احنا بنحلم بيها وبين مواصفات الشريك الحقيقية

كل ما كانت الفروق قريبة..بنبقى اسعد واكثر رضا والعكس.
سحر الحب هو اللي بيحلي الشريك في عيونا ويرفعه للصورة المثالية ومن خلالها بنشوفه مثالي مفيش فيه غلطة...والعكس الكراهية بتملاه عيوب وتضيف ليه عيوب مش موجودة كمان..(شايفاه قرد قدامي)

 بنعمل ده ببساطة...بنبقى كرما اوي مع الشريك وبنحط لصورته جوانا فلاتر وفوتو شوب ونعدلها لحد ما يقرب من الصورة الحلم...وبنتجاهل عيوبه ونغطيها ونحسنها ونعتبرها مش مهمة مقارنة بمميزاته اللي احنا اصلا حسناها وضخمناها

احنا بنعيد تشكيل صورة الحبيب على مزاجنا
والعكس بنعمله مع اللي بنكرهه

 (عين الرضا عن كل عيب كليلة ...وعين السوء تبدي المساويا)

 المحيطين بنا واللي مش متأثرين لا بسحر الحب ولا بدخان الكراهية شايفين شركاءنا على حقيقتهم وبيسمعوا لنا وهم مستغربين وكاننا بنوصف حد تاني  (دي شايفه فهي ايه دي..دا شايف فيها ايه دا)

 بالطريقة دي كل شريك شايف في التاني صورة مش شايفها اصلا فينفسه (دي باينها هبلة
انا مش عارف بتحبني على ايه...او مش عايزني ليه وكارهنى ليه ..مش شابف ولا حاسس بالنعمة اللي في إيده)

طبعا خطر ان الواحد يبقى شايف الامور على غير حقيقتها...وشايفها مثالية..وده بيعرضه لخيبة الامل. بعد ما تتكسر الاحلام الوردية على صخرة الواقع..وده بيحصل كتير عند المتزوجين حديثا

بس الحقيقة ان سحر الحب بيعمل لينا دماغ...وغير السعادة اللي بتحسها بيسهل عملية الارتباط واستمرار العلاقة اللي احنا شايفينها ايجابية....واللي بتتقوى بالسلوكيات المتبادلة...ومع الوقت حتى لو حرارة الحب قلت بنكون عملنا عملية تعديل لمواصفات الشريك المثالي وظبطناها على مقاس شريكنا الحالي..لحد ما نوصل لمرحلة وكأن الشريك الحالي هو اللي كنا بنحلم به طول عمرنا...(الاصلع ابو كرش ده وكأنه كان حلمنا اللي بنتمناه)

وكذلك الكراهية بتنزع مميزات الشريك طبقة ورا طبقة لحد ما نشوفه شيطان. (ايه اللي خلاني انطس في نظري)

الوقت بيدينا معرفة اكتر بشريكنا...بس تحت تاثير الحب بنفسر العيوب بشكل ايجابي لصالح الشريك...والكراهية بتخلينا مش بس مركزين مع العيوب دي كمان ممكن تخلينا نفسر المميزات ضده كمان

كل شريك عارف حقيقة نفسه وعارف ان الاخر شايفه احسن من الواقع او اسوء من الواقع وده اللي بيخلينا يا نبقى افضل واحسن علشان نوافق الصورة الحلوة او اسوء واوحش علشان نوافق الصورة الوحشة.
(احنا بنطلع افضل ما فينا او اسوء ما فينا)

الكرم المتبادل ده من كل واحد للتاني بيحلي اوقاتهم...والشح والبخل المتبادل بيخليها اسوء

احنا باختيارنا ممكن نخلي شريك حياتنا افضل او اسوء وحياتنا اكثر سعادة او تعاسة بس بمجرد تعديل الصورة الذهنية عن الشريك والمرونة في تعديل التوقعات المثالية

هذه الرؤية في سكرة الحب مفيده مش بس في الزواج...ولكن أيضا في تربية أطفالنا...في العمل وغيره من نشاطات الحياة. ..هي النظرة الايجابية اللي بينادي الكثيرين بها

ومعكوس ده واللي بيعمل تعاسة هو النظر للأمور بنظرة سلبية ..النظر إليها  من خلال دخان الغضب والكراهية والتعاسة..النظرة دي بتلغي ايجابيات موجودة  وتكبر سلبيات موجودة وأحيانا بتخترع سلبيات مش موجودة. وده شئ مؤذي

النظرة المحبة والإيجابية هي أهم عنصر من عناصر التزييت الاجتماعي اللي بيسهل كتير من الأمور وبيساعد على تحمل الأعباء.

كمان امتلاك المرونة والتنقل ما بين المثالي والواقعي وتعديل المثالي لصالح الواقعي مهم جدا لصالح سعادتنا ورضانا.  والتشبث بالمثالي بلا معنى مخيب وسبب للتعاسة

ارتبطوا بالاصدقاء والشركاء اللي بتحبوهم ..لانكم هتشوفوهم احلى وهتستحملوهم….وارتبطوا بشدة باللي بيحبكم لانه هيشوفكم احلى وهيستحملكم
وانتم  الاتنين هتطلعوا من بعض أحلى ما فيكم.

النديم للعلوم النفسية والاجتماعية (كن حرا)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من أين تأتي أزمة الثقة

من أين تأتي أزمة الثقة؟ (8) #الثقة_Trust قدرتنا على الثقة في الاخرين. ليها جزء وراثي...وجزء بيولوجي وجزء نفسي اجتماعي وهو الاهم من اشهر النظريات اللي اتكلمت عن الجزء النفسي الاجتماعي..نظرية التعلق لباولبي..ونظرية اريك اريكسون في التطور النفسي الاجتماعي احنا بنتولد ولدينا مستوى معين من الثقة...وفي خلال العام الاول ومنتصف الثاني بنكمل وبنمي ده او بنفقد القدرة دي او تصبح مشوهة اريكسون بيسميها الثقة الاساسية ..وهي اول درس في الحياة يجب ان يتعلمه الطفل....يجب ان يتعلم اجابة السؤال...هل يمكنني الثقة في الاخرين ام لا؟  وبناءا على النتيجة...يخرح الطفل من هذه المرحلة اما بتفاؤله بخيرية البشر. وامكانية الثقة بهم او مليئا بالشكوك وان العالم ملئ بالمخاطر ايضا باولبي بيتكلم عن التعلق. العاطفي بالراعي المهم...مقدم العناية الاهم للطفل....الام او الاب...وبيعتبر المهمة الاساسية للطفل والراعي المهم تكوين علاقة عاطفية قوية وثابتة. يكون فيها الراعي قاعدة امان او نقطة. الارتكاز للطفل...ثابتة ومستمرة...وعلى حسب النجاح او الفشل في تكوين العلاقة يكون الطفل تصورا عن نفسه والاخرين والعلاقة معهم...فه

أزمة ثقة (الشكوك)

أزمة ثقة (الشكوك) (7) #الثقة_trust الثقة هي ايمان في الاخر ..إيمان انه لن يخذلني..لن يخدعني...ايمان بانني يمكنني الاعتماد والاستناد عليه ايضا الثقة هي خليط بين الرغبة والخبرات الماضية والتوقعات المستقبلية لي رغبة ما اتوقع من آخر ان يلبيها وده بيتاثر بخبرتي في الماضي. هل ثقتي لم تخذل من قبل او انتهكت كلنا معرضين لانتهاك الثقة في وقت من الاوقات..مرة واتنين وعشرة...في حاجات صغيرة وحاجات كبيرة مهما كنا حذرين فلا يغني حذر من قدر كما يقولون لما نتعرض لانتهاك الثقة بنميل لان نكون اكثر حذرا واكثر تشككا وحرصا عن الاول ..بنفضل كدة فترة تعتمد على قدر انتهاك الثقة ونرجع لطبيعتنا...البعض بيلصق في الحالة دي فترة طويلة وممكن تأثر على حياته المستقبلية وبيحتاج لمساعدة مختص الشخص اللي عنده ازمة في الثقة..الحريص او الميال للشك او اللي بيقول على نفسه انا معنديش ثقة في حد او فقدت الثقة ممكن يكون نتيجة حدث حقيقي..فعلا تعرض للخيانة او الخداع او الكذب...وهنا فقدان الثقة مبرر ...فقدان نتيجة حدث حقيقي.. او نتيجة حالة داخلية...الشخص ده نفسه ميال للشك...او غير قادر على الثقة بالاخرين....وده وضع

ازاي نتعامل مع أزمة منتصف العمر..(ومع كل الأزمات عموما) ..(7)

أزمة منتصف العمر ليست نكتة أو شئ مضحك ..ولكنه مرحلة تحولات وفترة انتقالية..عالية الأهمية وليها تأثير كبير سهل جدا تنكرها وتتجاهلها...سهل جدا انك تلقي باللوم على آخر أو على الظروف...سهل جدا انك تبص لحد من برة وتحكم عليه بطريقة الخبير والواثق...انهم مندفعين ولا اكتراثيين ومتهورين واغبياء بدلا من مواجهة طوفان الخوف الذي يفور بداخلنا لما يكون شخص في أزمة منتصف العمر...فلا وقت للمزاح معه  ..بشكل جاد لو انت في علاقة مع شخص في أزمة لا تأخذ الأمور بخفة ولا مبالاة..انتبه….لو انت في أزمة. ..اهتم جدا. الشخص أثناء الأزمة قد يصبح مستعدا للتخلي عن كل شئ بشكل حاد وجاد وسريع وفي نفس الوقت. علشان كدة اهم نصيحة لحد في الأزمة...لا تقم بأي تغيير كبير...لا تتخذ أي قرار مهم وخطير في مجمل حياتك وبالأخص العمل...المال...العلاقات الشخصية. ده شعار المرحلة….فكر وفكر وفكر وفكر... الرغبة الملحة للتغيير والتخلي عن كل شئ بتبقى قوية جدا و مسيطرة على الشخص لشهور..وبالتالي يجب تحجيمها ومقاومتها..حتى لا يفعل شئ لا ينفع الندم عليه لاحقا. المشاعر السلبية الحالية ستذهب وستبقى عواقب القرارات الخطيرة و المندفعة وال