التخطي إلى المحتوى الرئيسي

من أين تأتي أزمة الثقة

من أين تأتي أزمة الثقة؟ (8)
#الثقة_Trust

قدرتنا على الثقة في الاخرين. ليها جزء وراثي...وجزء بيولوجي وجزء نفسي اجتماعي وهو الاهم

من اشهر النظريات اللي اتكلمت عن الجزء النفسي الاجتماعي..نظرية التعلق لباولبي..ونظرية اريك اريكسون في التطور النفسي الاجتماعي

احنا بنتولد ولدينا مستوى معين من الثقة...وفي خلال العام الاول ومنتصف الثاني بنكمل وبنمي ده او بنفقد القدرة دي او تصبح مشوهة

اريكسون بيسميها الثقة الاساسية ..وهي اول درس في الحياة يجب ان يتعلمه الطفل....يجب ان يتعلم اجابة السؤال...هل يمكنني الثقة في الاخرين ام لا؟  وبناءا على النتيجة...يخرح الطفل من هذه المرحلة اما بتفاؤله بخيرية البشر. وامكانية الثقة بهم او مليئا بالشكوك وان العالم ملئ بالمخاطر

ايضا باولبي بيتكلم عن التعلق. العاطفي بالراعي المهم...مقدم العناية الاهم للطفل....الام او الاب...وبيعتبر المهمة الاساسية للطفل والراعي المهم تكوين علاقة عاطفية قوية وثابتة. يكون فيها الراعي قاعدة امان او نقطة. الارتكاز للطفل...ثابتة ومستمرة...وعلى حسب النجاح او الفشل في تكوين العلاقة يكون الطفل تصورا عن نفسه والاخرين والعلاقة معهم...فهو يرى نفسه اما يستحق العناية والاهتمام او لا ويرى الاخرين اهل للثقة فيهم انهم يستطيعون تقديم العناية او الاهتمام. او يفقد الثقة فيهم...ويرى العلاقات مشبعة وثابتة ومستمرة...او انها مذبذبة وغير مستقرة وغير مشبعة وقابلة للانتهاء فجاة ودون انذار

تنمية الثقة في الطفل ومساعدته في النجاح بتكوين الثقة في الاخرين او تكوين نموذج آمن للتعلق والارتباط بالاخرين بيعتمد على دور الراعي الاهم (الام او الاب) بشكل اساسي
الوالد الحساس لمعاناة الطفل واحتياجه (التغذية او التنظيف او التطميناو تقليل التوتر والتهدئة) والقادر على ان يقدم  العناية بمودة وحب عن طريق (اللمس والابتسام والتواصل البصري والقبلات والاحتضان ) وعن طريق. الثبات في تقديم الخدمة والتواجد والاستمرارية....يستطيع انشاء طفل قادر على الثقة ومن اصحاب النماذج الامنة

والعكس الوالد غير الحساس..المتجاهل والمهمل...الرافض...غير المحب...او غير الحساس...العصبي..المتوتر....المتقلب المزاحي...المتباعد...المتذبذب في تقديم العناية...ينشا الطفل غير واثق في الاخرين او الحياة...ويكون نموذج غير آمن للتعلق

مشكلة هذه المرحلة..ان النماذج والتصورات. حدثت في فترة. لم يتعلم الطفل الكلام بعد...ولذلك تخزن التصورات على هيئة صور ونماذج..وده من اشد انواع التصورات

ايضا في خلال نمو الطفل قد يحدث ازمات شديدة تؤثر على ثقته في الاخرين والعالم

مثلا..طفل نشا في بيئة كثيرة الفوضى وعدم الاستقرار والشجار والتوتر ....
وطفل نشأ في بيئة آمنة ومستقرة ومرحبة...ولكن فجاة حدثت وفاة مفاجئة للام او رحيل للاب...
كلاهما قد ينمو لديه شعور عدم الثقة...فالاول يتعلم ان العالم بيئة خطيرة وغير آمنة ويجب ان يتعلم وسائل لحماية نفسه....والثاني يصبح العالم لديه ليس كما كان من قبل...فما كان آمنا ورحبا ومحبا قدر يختفي فجاة

مش عجيب لما نسمع كلام مثل اليتم موت الام...وانكسار الظهر والسند رحيل الاب
ومش عجيب احساس الاطفال بالوحدة وانهم تركوا بمفردهم لمواجة العالم...وانهم. قد تم التخلي عنهم...

انهم وحيدين...انهم تركوا بمفردهم...انهم تم التخلي عنهم...ان العالم مؤذي...ان العالم قد يتغير فجاة....هذه الجمل هي جوهر ازمة الثقة...والخوف من الاخر او العالم

الجوهر فقدان الامل والايمان
ولاجل ذلك يجب ان اكون قويا ومتحفظا ومنتبها..محاطا بالدروع الكافية والاعتماد القوي على الذات..وعدم الارتكان على احد او شئ....وانتبه للاشارات والتحذيرات والاستعداد للفرار

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أزمة ثقة (الشكوك)

أزمة ثقة (الشكوك) (7) #الثقة_trust الثقة هي ايمان في الاخر ..إيمان انه لن يخذلني..لن يخدعني...ايمان بانني يمكنني الاعتماد والاستناد عليه ايضا الثقة هي خليط بين الرغبة والخبرات الماضية والتوقعات المستقبلية لي رغبة ما اتوقع من آخر ان يلبيها وده بيتاثر بخبرتي في الماضي. هل ثقتي لم تخذل من قبل او انتهكت كلنا معرضين لانتهاك الثقة في وقت من الاوقات..مرة واتنين وعشرة...في حاجات صغيرة وحاجات كبيرة مهما كنا حذرين فلا يغني حذر من قدر كما يقولون لما نتعرض لانتهاك الثقة بنميل لان نكون اكثر حذرا واكثر تشككا وحرصا عن الاول ..بنفضل كدة فترة تعتمد على قدر انتهاك الثقة ونرجع لطبيعتنا...البعض بيلصق في الحالة دي فترة طويلة وممكن تأثر على حياته المستقبلية وبيحتاج لمساعدة مختص الشخص اللي عنده ازمة في الثقة..الحريص او الميال للشك او اللي بيقول على نفسه انا معنديش ثقة في حد او فقدت الثقة ممكن يكون نتيجة حدث حقيقي..فعلا تعرض للخيانة او الخداع او الكذب...وهنا فقدان الثقة مبرر ...فقدان نتيجة حدث حقيقي.. او نتيجة حالة داخلية...الشخص ده نفسه ميال للشك...او غير قادر على الثقة بالاخرين....وده وضع

ازاي نتعامل مع أزمة منتصف العمر..(ومع كل الأزمات عموما) ..(7)

أزمة منتصف العمر ليست نكتة أو شئ مضحك ..ولكنه مرحلة تحولات وفترة انتقالية..عالية الأهمية وليها تأثير كبير سهل جدا تنكرها وتتجاهلها...سهل جدا انك تلقي باللوم على آخر أو على الظروف...سهل جدا انك تبص لحد من برة وتحكم عليه بطريقة الخبير والواثق...انهم مندفعين ولا اكتراثيين ومتهورين واغبياء بدلا من مواجهة طوفان الخوف الذي يفور بداخلنا لما يكون شخص في أزمة منتصف العمر...فلا وقت للمزاح معه  ..بشكل جاد لو انت في علاقة مع شخص في أزمة لا تأخذ الأمور بخفة ولا مبالاة..انتبه….لو انت في أزمة. ..اهتم جدا. الشخص أثناء الأزمة قد يصبح مستعدا للتخلي عن كل شئ بشكل حاد وجاد وسريع وفي نفس الوقت. علشان كدة اهم نصيحة لحد في الأزمة...لا تقم بأي تغيير كبير...لا تتخذ أي قرار مهم وخطير في مجمل حياتك وبالأخص العمل...المال...العلاقات الشخصية. ده شعار المرحلة….فكر وفكر وفكر وفكر... الرغبة الملحة للتغيير والتخلي عن كل شئ بتبقى قوية جدا و مسيطرة على الشخص لشهور..وبالتالي يجب تحجيمها ومقاومتها..حتى لا يفعل شئ لا ينفع الندم عليه لاحقا. المشاعر السلبية الحالية ستذهب وستبقى عواقب القرارات الخطيرة و المندفعة وال