التخطي إلى المحتوى الرئيسي

اساليب التعلق (attachment styles).ومخاوفنا في العلاقات ..(1)

تقريبا مفيش كتاب مهتم بالعلاقات متكلمش عن اساليب التعلق    attachment styles في العلاقات.

واللي مضمونها أننا كناضجين بنعيد نماذج التعلق بالوالدين اللي اكتسبناها في الطفولة المبكرة جدا...بنعيدها في العلاقات (سواء كانت صداقة او حب او زواج) لما بنكبر ...وبيكون لها تأثير كبير وخطير سواء في بداية العلاقة او مستوى الرضاء والسعادة فيها او في آلية حل المشاكل والتحديات او في الانفصال.

التعلق  هو علاقة عاطفية عميقة جدا مع الوالدين هدفها تكوين قاعدة امان secure base ونقطة ثبات وانطلاق للطفل....الطفل بيحس فيها بالحب والحماية والدعم والقبول والتشجيع.  ...وعلشان تكون قاعدة امان واطمئنان محتاجة انها تكون ثابتة و مستقرة  ومستمرة ومتواجدة باستمرار و منتبهة و مستجيبة لما يحتاجه الطفل.

الاباء اللي بيقدموا ده بيكونوا نقطة ثبات وقاعدة انطلاق وأمان للطفل ومحطة امان يطمن لوجودها ويرجعلها لما يحتاج....وفي ظل وجودها ومع تشجيع الوالدين بيخرج بشجاعة وثقة يكتشف العالم ويعدي التحديات ويتعامل معاها...ويرجع يبين انتصاراته لوالديه علشان يستمد الفخر والاعجاب والتقدير....ولو اخفق يرجع يستمد الدعم والطبطبة ويسند راسه على كتفها.

نتيجة علاقة الطفل بوالديه وتعلقه بيكون تصورات عن نفسه وعن الاخرين وعن طبيعة العلاقة واشكالها ومساراتها.

هل هو يستحق القرب والحب والحماية والتشجيع والدعم اما لا...وبيكون نظرة ايجابية عن نفسه او نظرة سلبية.

هل الاخرون اهل للثقة...هل سيكونون مستجيبين. و منتبهين وداعمين ويقدموا لنا الحب والقبول والتقدير والدعم والحماية والتشجيع والسند....هل سيكونون متواجدين باستمرار ولا ممكن يرحلوا و يسيبونا ضايعين.

وبالتالي هل العلاقة مع الاخرين مجدية ولا غير مجدية.

التعلق  مع الوالدين بيكون نماذج في جهازنا النفسي و بيكون اسطمبات وقواعد وقوالب هتستمر معانا في علاقاتنا اللاحقة و هيستمر النموذج ده حاكم علينا ومسيطر بايجابياته ونقاط ضعفه ومخاوفه. واللي من اشهرها:

احنا نستحق وجود اخرين في حياتنا ولا لأ....
نقرب من الناس وندخلهم في حياتنا ولا نتعامل من بعيد و نستخبى جوة اسوارنا وقلاعنا بعيد عنهم عشان منتئذيش لما يبعدوا و يسيبونا...

طب لو قررنا ندخل الناس في حياتنا ايه مدى الشروط وكميتها علشان نثق في الاخرين ونطمن ...ايه اللي محتاجينه منهم علشان نديهم الثقة ..علشان نطمن بيحبونا بجد و هيكونوا مستجيبين بجد و هيكونوا سند لينا و هيكونوا مستمرين ومش هيسيبونا؟

ايه اللي هيخلينا نخاف منهم ومنسلمش ونقلق… ونبعد.. شروط ده ومستواه ودرجته؟

هنقدر نعبر عن مشاعرنا ليهم ولا هنخاف من رفضهم...هنقدر نسمح لنفسنا نعتمد عليهم و نسيب نفسنا ليهم ولا هنخاف يخلو بينا و يسيبونا...هنقدر نسيب نفسنا للتواصل جسدي. ولا هنضطر نشيل جزء من مشاعرنا وتواصلنا على جنب تحسبا لغدر الزمان؟

هنقدر نعمل ميثاق ونقدر نلتزم بعلاقتنا باخلاص وبشكل حصري وانها مستمرة وباقية ولا هنخلينا خفاف و مندخلش بعمق تحسبا لعدم استمرار العلاقة؟

اول ما بنزعل بنقلق بشدة و نتوقع انهيار العلاقة ورحيل الآخرين  ولا بنبقى متفائلين...وبنعمل ايه علشان نمنع رحيلهم...بنتعامل بثقة ونحل الخلاف...ولا بنتعلق بزيادة ونقرب ونقرب ..ولا بنتعامل بلا مبالاة وننسحب بسرعة ؟

هل احنا قادرين على كشف أنفسنا ومشاعرنا واسرارنا والقاء دروعنا والتخلص من اسوارنا وبنفتح قلبنا وبنسلم ولا لا وباي درجة؟

لما بيرحل الاخرون عنا سواء بشكل مؤقت او دائم بنعمل ايه؟
لما بنقابل مواقف صعبة في حياتنا بنتسند عليهم ونجري عليهم علشان يطمنونا ولا بنخاف ميقدروناش ولا ننسحب ونعتمد على نفسنا؟

بنعمل ايه في الغيرة والشكوك و نحلها ازاي؟

كل دي مخاوف ناتجة عن نماذج التعلق مع الوالدين..وكل واحد فينا عنده نموذج مسيطر عليه وبيحمل معاه مخاوفه المميزة وطريقة التعامل معها  وبتأثر على علاقاتنا في مرحلة النضج سواء صداقة او حب او زواج.

وعلشان نتعامل معها ومنعدش تكرار وانتاج النماذج غير الفعالة...محتاجين نعرف نموذج التعلق والارتباط الخاص بينا ونفهمه ونفهم مخاوفه وآلياته وطريقة اصلاحها وتعديلها...وده محتاج كمان صبر وتدريب وطولة بال وان نكون محظوظين بما يكفي اننا ندخل علاقات تساعدنا على اصلاح نماذج التعلق غير الفعالة..سواء عبر علاقة صداقة اوحب او زواج او طبيب نفسي.

للحديث بقية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من أين تأتي أزمة الثقة

من أين تأتي أزمة الثقة؟ (8) #الثقة_Trust قدرتنا على الثقة في الاخرين. ليها جزء وراثي...وجزء بيولوجي وجزء نفسي اجتماعي وهو الاهم من اشهر النظريات اللي اتكلمت عن الجزء النفسي الاجتماعي..نظرية التعلق لباولبي..ونظرية اريك اريكسون في التطور النفسي الاجتماعي احنا بنتولد ولدينا مستوى معين من الثقة...وفي خلال العام الاول ومنتصف الثاني بنكمل وبنمي ده او بنفقد القدرة دي او تصبح مشوهة اريكسون بيسميها الثقة الاساسية ..وهي اول درس في الحياة يجب ان يتعلمه الطفل....يجب ان يتعلم اجابة السؤال...هل يمكنني الثقة في الاخرين ام لا؟  وبناءا على النتيجة...يخرح الطفل من هذه المرحلة اما بتفاؤله بخيرية البشر. وامكانية الثقة بهم او مليئا بالشكوك وان العالم ملئ بالمخاطر ايضا باولبي بيتكلم عن التعلق. العاطفي بالراعي المهم...مقدم العناية الاهم للطفل....الام او الاب...وبيعتبر المهمة الاساسية للطفل والراعي المهم تكوين علاقة عاطفية قوية وثابتة. يكون فيها الراعي قاعدة امان او نقطة. الارتكاز للطفل...ثابتة ومستمرة...وعلى حسب النجاح او الفشل في تكوين العلاقة يكون الطفل تصورا عن نفسه والاخرين والعلاقة معهم...فه

أزمة ثقة (الشكوك)

أزمة ثقة (الشكوك) (7) #الثقة_trust الثقة هي ايمان في الاخر ..إيمان انه لن يخذلني..لن يخدعني...ايمان بانني يمكنني الاعتماد والاستناد عليه ايضا الثقة هي خليط بين الرغبة والخبرات الماضية والتوقعات المستقبلية لي رغبة ما اتوقع من آخر ان يلبيها وده بيتاثر بخبرتي في الماضي. هل ثقتي لم تخذل من قبل او انتهكت كلنا معرضين لانتهاك الثقة في وقت من الاوقات..مرة واتنين وعشرة...في حاجات صغيرة وحاجات كبيرة مهما كنا حذرين فلا يغني حذر من قدر كما يقولون لما نتعرض لانتهاك الثقة بنميل لان نكون اكثر حذرا واكثر تشككا وحرصا عن الاول ..بنفضل كدة فترة تعتمد على قدر انتهاك الثقة ونرجع لطبيعتنا...البعض بيلصق في الحالة دي فترة طويلة وممكن تأثر على حياته المستقبلية وبيحتاج لمساعدة مختص الشخص اللي عنده ازمة في الثقة..الحريص او الميال للشك او اللي بيقول على نفسه انا معنديش ثقة في حد او فقدت الثقة ممكن يكون نتيجة حدث حقيقي..فعلا تعرض للخيانة او الخداع او الكذب...وهنا فقدان الثقة مبرر ...فقدان نتيجة حدث حقيقي.. او نتيجة حالة داخلية...الشخص ده نفسه ميال للشك...او غير قادر على الثقة بالاخرين....وده وضع

ازاي نتعامل مع أزمة منتصف العمر..(ومع كل الأزمات عموما) ..(7)

أزمة منتصف العمر ليست نكتة أو شئ مضحك ..ولكنه مرحلة تحولات وفترة انتقالية..عالية الأهمية وليها تأثير كبير سهل جدا تنكرها وتتجاهلها...سهل جدا انك تلقي باللوم على آخر أو على الظروف...سهل جدا انك تبص لحد من برة وتحكم عليه بطريقة الخبير والواثق...انهم مندفعين ولا اكتراثيين ومتهورين واغبياء بدلا من مواجهة طوفان الخوف الذي يفور بداخلنا لما يكون شخص في أزمة منتصف العمر...فلا وقت للمزاح معه  ..بشكل جاد لو انت في علاقة مع شخص في أزمة لا تأخذ الأمور بخفة ولا مبالاة..انتبه….لو انت في أزمة. ..اهتم جدا. الشخص أثناء الأزمة قد يصبح مستعدا للتخلي عن كل شئ بشكل حاد وجاد وسريع وفي نفس الوقت. علشان كدة اهم نصيحة لحد في الأزمة...لا تقم بأي تغيير كبير...لا تتخذ أي قرار مهم وخطير في مجمل حياتك وبالأخص العمل...المال...العلاقات الشخصية. ده شعار المرحلة….فكر وفكر وفكر وفكر... الرغبة الملحة للتغيير والتخلي عن كل شئ بتبقى قوية جدا و مسيطرة على الشخص لشهور..وبالتالي يجب تحجيمها ومقاومتها..حتى لا يفعل شئ لا ينفع الندم عليه لاحقا. المشاعر السلبية الحالية ستذهب وستبقى عواقب القرارات الخطيرة و المندفعة وال