التخطي إلى المحتوى الرئيسي

لماذا الاخرون هم الجحيم؟

 احتياجاتنا هي المحرك الاقوى لكل سلوكياتنا وتصرفاتنا والهدف النهائي ليها ولحياتنا

مشكلتها. نابعة من جوانا ومن برانا
اللي جوانا. اننا مش عارفين نشبعها....مش عارفينها اصلا....مش عارفين نحدد اولوياتنا..مش عارفين نعمل توازن بين احتياجات المتعارضة (الاستقرار في مقابل الحرية....الحميمية في مقابل الاستقلالية...الحاجات الاساسية في مقابل احتياجات النمو)

مش عارفين الوسائل الصحية والسليمة اللي ازاي نحصل بيها على اشباعاتنا
بنستخدم وسائل غير سليمة او غير فعالة او غير صحية ضررها اكبر من نفعها

اللي بيتحكم في طريقتنا للاشباع مش بس الاحتياج..لا كمان قيمنا ..وجدانا الاخلاقي.....والواقع الخارجي...الاخرون

معادلة فرويد....الغرائز والانا الاعلى والواقع....ودور الانا (الذات) الوصول لمعادلة ازاي يوازن بينهم...ازاي يشبع الاحتياج بدون ما يزعل الوجدان الاخلاقي...وبدون ما يغضب الواقع..ازاي يحمي نفسه من تهديد الوجدان الاخلاقي اللي بيستخدم الاحساس بالذنب والتوبيخ  كعقاب...والواقع الخارجي المانح والمانع والمعاقب ايضا والمتحكم

اول مشاكل التوازن ده ان الانا ..الايجو..الذات..بدل ما تشتغل شغلانتها كمدير تنفيذي محدد المهام...تنشغل بنفسها ..بنرجسينها...باحساسها بالاهمية..بالرغبة في السلطة والسيطرة

الانشغال والهوس بالاهمية (برغم انها ضرورية واحتياج مهم بس في الوضع الصحي)  على حساب التوازنات ...على حساب المهام الاخرى.
هيفضل الشخص مربوط ومهوس بده وهيتجاهل اشباع الاحتياجات الاخرى وهيتجاهل تحذيرات الوجدان الاخلاقي والدستور...وهيتجاهل ظروف الواقع ومش شايفه الا اداه لاشباع اهميته وبس مهما كانت التكلفة

وده اول صراع مع الواقع والاخرين...من بيدهم اظهار الاعجاب والتقدير والاحترام والاعتراف...والمطلوب منهم الخضوع والانسحاق وتنفيذ رغبات الانا

والانا...الايجو مش بس بتكتفي بالاستعراض لجلب اشباعاتها..لا بتلجا للقوة والتسلط والسيطرة والتحكم..

 الرغبة في امتلاك كل شئ والقبض عليه بيد من حديد...علشان اضمن اشباعاتي كلها
من هنا بتيحي تاني مشكلة...الرغبة في التحكم..سواء بدافع الايجو..او الانانية والطمع او حتى الحماية والخوف

وده الاصطدام الحقيقي مع الاخرين..
ببساطة لان مصدر الاشباع عند الاخرين...الاخرون هم من يملكون المنع والمنح ..الثواب والعقاب...هم من لديهم السلطة...والسلطة بتاعتهم تصبح اقوى بقدر احتياجي وبقدر حصريتها عندهم وبقدر قدرتهم على التحكم...

وبالتالي الاخرون هم الجحيم..جحيمنا وفردوسنا....ممكن الاتنين...بس هيفضلوا الجحيم حتى ولو كانوا كرماء ومانحين ومتسامحين. ببساطة لان اشباعاتنا عندهم وهم يملكون القدرة على ان يمنعوها حتى ولو لم يستخدموها...مجرد الفكرة مرعبة

وعلشان اخلص من الرعب..اما اتخلى واستغني. ..مش محتاجلك...بس ده صعب مع الاحتياجات الاساسية...او

.ا سعى للتحكم في مصادر الاشباع ...كلها تبقى تحت سيطرتي انا واضمن انها تحت يدي....وده واحد من اهم المشاكل

Control games and power struglle

صراع القوة..وشد الحبل...والمصارعة مع الواقع ..وحرب السيادة والسيطرة
علشان كدة نظرية العلاج بالواقع ركزت على مشكلة التحكم والسيطرة بشكل خاص...والسبب

ان التحكم والسيطرة بيعمل مشاكل..الاخرون ايضا لديهم احتياج للسيطرة...وانت ممكن تدخل في صراع مع من هم مثلك في القوة او اكثر...ومعرض لصراع لا ينتهي..او الهزيمة..والاتنين بؤس وتعاسة

كمان انت بتتعرض للتناقض مع احتياجات اخرى..اولئك محبي الاستقلالية او الحميمية....اكيد هيرفضوا ده..وبالتالي صراع اخر

وكمان انت معرض للتناقض داخلك...انت عايز تحكم وعايز حميمية...بس الحميمية عند الاخرين..والتحكم هيطردهم وهيبعدهم عنك

كمان التحكم في الاخرين شبه مستحيل ولن ينتهي ابدا .

وحل الصراعات دي..هو التوازن
انت تمتلك القدرة على التحكم في نفسك وفقط
انت محتاج لاشباع احتياجاتك والاخرون كذلك
التوازن بين احتياجاتك وبين احتياجاتهم والوصول لمعادلة مرضية للكل...اينعم ربما لن تشبع احتياجاتك لاقصاها..بس هتشبعها كلها في حدود متوازنة...وباقل تكلفة

الاخرون هم الجحيم. ونحن بالنسبة لهم جحيما ايضا...ونحن وهم مضطرون ان نحيا معا



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من أين تأتي أزمة الثقة

من أين تأتي أزمة الثقة؟ (8) #الثقة_Trust قدرتنا على الثقة في الاخرين. ليها جزء وراثي...وجزء بيولوجي وجزء نفسي اجتماعي وهو الاهم من اشهر النظريات اللي اتكلمت عن الجزء النفسي الاجتماعي..نظرية التعلق لباولبي..ونظرية اريك اريكسون في التطور النفسي الاجتماعي احنا بنتولد ولدينا مستوى معين من الثقة...وفي خلال العام الاول ومنتصف الثاني بنكمل وبنمي ده او بنفقد القدرة دي او تصبح مشوهة اريكسون بيسميها الثقة الاساسية ..وهي اول درس في الحياة يجب ان يتعلمه الطفل....يجب ان يتعلم اجابة السؤال...هل يمكنني الثقة في الاخرين ام لا؟  وبناءا على النتيجة...يخرح الطفل من هذه المرحلة اما بتفاؤله بخيرية البشر. وامكانية الثقة بهم او مليئا بالشكوك وان العالم ملئ بالمخاطر ايضا باولبي بيتكلم عن التعلق. العاطفي بالراعي المهم...مقدم العناية الاهم للطفل....الام او الاب...وبيعتبر المهمة الاساسية للطفل والراعي المهم تكوين علاقة عاطفية قوية وثابتة. يكون فيها الراعي قاعدة امان او نقطة. الارتكاز للطفل...ثابتة ومستمرة...وعلى حسب النجاح او الفشل في تكوين العلاقة يكون الطفل تصورا عن نفسه والاخرين والعلاقة معهم...فه

أزمة ثقة (الشكوك)

أزمة ثقة (الشكوك) (7) #الثقة_trust الثقة هي ايمان في الاخر ..إيمان انه لن يخذلني..لن يخدعني...ايمان بانني يمكنني الاعتماد والاستناد عليه ايضا الثقة هي خليط بين الرغبة والخبرات الماضية والتوقعات المستقبلية لي رغبة ما اتوقع من آخر ان يلبيها وده بيتاثر بخبرتي في الماضي. هل ثقتي لم تخذل من قبل او انتهكت كلنا معرضين لانتهاك الثقة في وقت من الاوقات..مرة واتنين وعشرة...في حاجات صغيرة وحاجات كبيرة مهما كنا حذرين فلا يغني حذر من قدر كما يقولون لما نتعرض لانتهاك الثقة بنميل لان نكون اكثر حذرا واكثر تشككا وحرصا عن الاول ..بنفضل كدة فترة تعتمد على قدر انتهاك الثقة ونرجع لطبيعتنا...البعض بيلصق في الحالة دي فترة طويلة وممكن تأثر على حياته المستقبلية وبيحتاج لمساعدة مختص الشخص اللي عنده ازمة في الثقة..الحريص او الميال للشك او اللي بيقول على نفسه انا معنديش ثقة في حد او فقدت الثقة ممكن يكون نتيجة حدث حقيقي..فعلا تعرض للخيانة او الخداع او الكذب...وهنا فقدان الثقة مبرر ...فقدان نتيجة حدث حقيقي.. او نتيجة حالة داخلية...الشخص ده نفسه ميال للشك...او غير قادر على الثقة بالاخرين....وده وضع

ازاي نتعامل مع أزمة منتصف العمر..(ومع كل الأزمات عموما) ..(7)

أزمة منتصف العمر ليست نكتة أو شئ مضحك ..ولكنه مرحلة تحولات وفترة انتقالية..عالية الأهمية وليها تأثير كبير سهل جدا تنكرها وتتجاهلها...سهل جدا انك تلقي باللوم على آخر أو على الظروف...سهل جدا انك تبص لحد من برة وتحكم عليه بطريقة الخبير والواثق...انهم مندفعين ولا اكتراثيين ومتهورين واغبياء بدلا من مواجهة طوفان الخوف الذي يفور بداخلنا لما يكون شخص في أزمة منتصف العمر...فلا وقت للمزاح معه  ..بشكل جاد لو انت في علاقة مع شخص في أزمة لا تأخذ الأمور بخفة ولا مبالاة..انتبه….لو انت في أزمة. ..اهتم جدا. الشخص أثناء الأزمة قد يصبح مستعدا للتخلي عن كل شئ بشكل حاد وجاد وسريع وفي نفس الوقت. علشان كدة اهم نصيحة لحد في الأزمة...لا تقم بأي تغيير كبير...لا تتخذ أي قرار مهم وخطير في مجمل حياتك وبالأخص العمل...المال...العلاقات الشخصية. ده شعار المرحلة….فكر وفكر وفكر وفكر... الرغبة الملحة للتغيير والتخلي عن كل شئ بتبقى قوية جدا و مسيطرة على الشخص لشهور..وبالتالي يجب تحجيمها ومقاومتها..حتى لا يفعل شئ لا ينفع الندم عليه لاحقا. المشاعر السلبية الحالية ستذهب وستبقى عواقب القرارات الخطيرة و المندفعة وال