التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الامان النفسي


هو حالة وجدانية داخلية..بتعني الاستقرار النفسي والطمأنينة والثبات والسلام في كل الاحوال والاهم في مواجهة المواقف الصعبة...والضغوط والازمات وفي التعامل مع المشاعر السلبية من التوتر والحزن والغضب والاحساس بالعار او الاحراج

في مقابلده...حالة عدم الامان النفسي اللي هو حالة من عدم الارتياح او العصبية او القلق او التوتر اللي بتحصل نتيجة مؤثرات بيفهم فيها الشخص انه مهدد ...ان صورته النفسية او الايجو او ما يسمى في الكلام العام ..كرامته. مهدده بالاحتراق او الاساءة او التشويه...ان يتحط في موقف يحس فيه انه قليل باي شكل

الاحساس بالامان بيتوفر في بيئة غير مهددة..وداعمة ومطمئنة

الشخص المعرض لنوبات قلق او اكتئاب تقدر تقول انه غير آمن نفسيا...بعكس الشخص المستقر واللي مستوى مزاجه وسعادته لا تخضع للتقلبات...بيعتبر آمن نفسيا

ابراهام ماسلو عالم النفس الشهير بيوصف الشخص غير الآمن انه اللي شايف ان الدنيا غابة..مهددة وخطرة...الناس خطرين وغير اهل للثقة وانانيين...بيحس بالنبذ والرفض منعزل...قلق ومتوتر وعنيف ...متشائم...وتعيس..عنده اعراض التوتر والضغوط والصراع...عنده احساس كبير بالذنب واعراض اضطراب في احساسه بالجدارة والقيمة والثقة بالنفس...ويميل ليكون شخص انفعالي وعصابي واناني ومتمركز حول الذات

هو كمام فاقد الثقة في قيمته الذاتية ومعاييره وقدراته الشخصية...لا يثق في نفسه ولا الاخرين ومتشكك...لديه مخاوف ان حالته المزاجية الجيدة مؤقتة وسرعان ما ستنتهي..وان السعادة لا تدوم..وانه سيرجع لحالة التعاسة في المستقبل

غير الامن غير موضوعي في تقييمه لنفسه وقدراته وما  قناعاته واختياراته ورأيه في نفسه والاخرين  الا تفسيرات عاطفية لا اكثر .

عدم الامان ممكن يتطور لنوع من الخجل والبارانويا والعزلة الاجتماعية ..الاكتئاب.. والقلق. ...والتوتر. ..والعصبية والانعزال... والصراع مع الاخرين .. او باتخاذ سلوكيات تعويضية مثل العجرفة والتكبر والاستعلاء والعدوانية والتنمر

كل الناس لديهم نقاط ضعف عاطفية ونفسية ومعرضين للايذاء..بس اللي بيفرق هو مدى الوعي والادراك للايذاء وطبيعته..وواقعيته وجوهره وطرق التعامل معاه...وهو اللي بيعمل اختلافات للناس من حيث الاحساس بالامان او لا

علشان تبقى مطمن انت محتاج تتعلم تتحكم في مشاعرك وتسيطر عليها. تتحكم في اعصابك يعني...ومحتاج تاكد لنفسك انك قادر على التعامل مع اي حاجة تحصل في الدنيا ايا كانت مهما كانت...تبقى واثق من نفسك وقدراتك انك هتتعامل مع اللي هتجيبه الدنيا مهما كان حلو او وحش وهتعديه وتتغلب عليه

الشعور بعدم الامن والخوف حقيقي..بس اغلب اللي مسببه اوهام وحاجات مزيفة
زي الخوف من الضلمة حقيفي حاسه وبيملاني وراعبني...بس مبررات الخوف من الضلمة تقريبا كلها مزيفة...الاشباح اللصوص..الحيواناات المهددة..الناس الخطرة..التنانين المجنحة. مشوفش واتأذي

كل حاجة محتاجها علشان تبقى قوي نفسيا  في مواجهة الخوف ده.. هي جواك..افكارك ردات فعلك وتحكمك فيها..ثقتك انك هتعرف سكتك في الضلمة وهتواجه اللصوص... ثقتك انك هتعرف تتعامل حتى ولو اتأذيت او اتسرقت

المشكلة ليست في الظلام المشكلة في جهازك المعرفي. وافكارك وتصوراتك وتخيلاتك....في ثقتك بنفسك

وعلشان نبني ثقتنا بنفسنا صح

محتاجين نعترف لنفسنا اولا بعجزنا ومحدوديتنا وقدراتنا...

احنا محتاجين نعرف اننا معندناش القدرة للسيطرة على كل حاجة في حياتنا في اللي بيحصل لنا... بالعكس قدرتنا اصلا على السيطرة اقل بكتير من اللي بيحصل لنا

بس نمتلك السيطرة الكاملة على ردات فعلنا على استجابتنا على ادراكنا على كيفية فهمنا وشعورنا اللي بيحصل لنا

ممكن حد يتجاهلك وتفهمها انه قاصد وانه بيهينك فتغضب.. او انه قاصد وانك وحش فبيتجنبك فتكتئب..او انه قاصد وانه زعلان منك فبتقلق...او انه مش واخد باله فتبقى عادي..او انه وحش وبيكرهك. فتكرهه

حسب استقبالك وحسب ردة تفعلك

احنا محتاجين لتغيير القناعات الخاطئة بعد اكتشافها وتحديدها واكتشاف قناعات جديدة صحية وتبنيها

احنا بعد ما نبني ثقتنا في انفسنا بشكل صحي...محتاجين نثق في الاخرين بشكل صحي...ونغير افكارنا الخاطئة بخصوصهم..محتاجين نثق فيهم علشان نتسند عليهم..علشان نعتمد عليهم ومنخافش منهم ويواجهوا معانا اللي خارج عن سيطرتنا.....بس محتاجين نكون نعرف نتسند

محدش بيختبر الكرسي قبل ما بيقعد او كل ما بيقعد. ..لان الطبيعي ان الكراسي آمنة وبيتقعد عليها ونتسند
محدش بيتاكد ان الاسانسير امان او العربية او الاتوبيس او الطيارة امان قبل ما بيركبهم ...لان الطبيعي انهم امان بحكم العادة

بس احيانا الكرسي بياخدنا ويقع او بيخلي بينا..او الاسانسير والطيارة والعربية بيحصل ليهم حوادث....هنعرف منين..علشان نمنع ده...طب هنضطر نختبر كل دول في كل مرة...وهنعمل ده ازاي...
لما بيقع بينا الكرسي او نسمع بحادثة بنخاف فترة ونختبر الحاجات...بس على طول بنرجع للعادي...ان الحياة والاشخاص والاشياء آمنة بحكم العادة

محتاجين الى التسليم والايمان
بان هناك قوة اعلى تحمينا وترعانا وتبعد عنا ما لا طاقة لنا به ولا قدرة لنا عليه...وان لو حدث ما نخاف سنصبر وسنكافأ على صبرنا وقيامنا من جديد...محتاجين في اللي منقدرش عليه او خارج حدودنا وسيطرتنا او في الغيب اننا نفكر نفسنا...خليها على الله

حل الخوف اصلا جواك
ثقتك بنفسك
وثقتك بالاخرين والدنيا والاشياء
والايمان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من أين تأتي أزمة الثقة

من أين تأتي أزمة الثقة؟ (8) #الثقة_Trust قدرتنا على الثقة في الاخرين. ليها جزء وراثي...وجزء بيولوجي وجزء نفسي اجتماعي وهو الاهم من اشهر النظريات اللي اتكلمت عن الجزء النفسي الاجتماعي..نظرية التعلق لباولبي..ونظرية اريك اريكسون في التطور النفسي الاجتماعي احنا بنتولد ولدينا مستوى معين من الثقة...وفي خلال العام الاول ومنتصف الثاني بنكمل وبنمي ده او بنفقد القدرة دي او تصبح مشوهة اريكسون بيسميها الثقة الاساسية ..وهي اول درس في الحياة يجب ان يتعلمه الطفل....يجب ان يتعلم اجابة السؤال...هل يمكنني الثقة في الاخرين ام لا؟  وبناءا على النتيجة...يخرح الطفل من هذه المرحلة اما بتفاؤله بخيرية البشر. وامكانية الثقة بهم او مليئا بالشكوك وان العالم ملئ بالمخاطر ايضا باولبي بيتكلم عن التعلق. العاطفي بالراعي المهم...مقدم العناية الاهم للطفل....الام او الاب...وبيعتبر المهمة الاساسية للطفل والراعي المهم تكوين علاقة عاطفية قوية وثابتة. يكون فيها الراعي قاعدة امان او نقطة. الارتكاز للطفل...ثابتة ومستمرة...وعلى حسب النجاح او الفشل في تكوين العلاقة يكون الطفل تصورا عن نفسه والاخرين والعلاقة معهم...فه

أزمة ثقة (الشكوك)

أزمة ثقة (الشكوك) (7) #الثقة_trust الثقة هي ايمان في الاخر ..إيمان انه لن يخذلني..لن يخدعني...ايمان بانني يمكنني الاعتماد والاستناد عليه ايضا الثقة هي خليط بين الرغبة والخبرات الماضية والتوقعات المستقبلية لي رغبة ما اتوقع من آخر ان يلبيها وده بيتاثر بخبرتي في الماضي. هل ثقتي لم تخذل من قبل او انتهكت كلنا معرضين لانتهاك الثقة في وقت من الاوقات..مرة واتنين وعشرة...في حاجات صغيرة وحاجات كبيرة مهما كنا حذرين فلا يغني حذر من قدر كما يقولون لما نتعرض لانتهاك الثقة بنميل لان نكون اكثر حذرا واكثر تشككا وحرصا عن الاول ..بنفضل كدة فترة تعتمد على قدر انتهاك الثقة ونرجع لطبيعتنا...البعض بيلصق في الحالة دي فترة طويلة وممكن تأثر على حياته المستقبلية وبيحتاج لمساعدة مختص الشخص اللي عنده ازمة في الثقة..الحريص او الميال للشك او اللي بيقول على نفسه انا معنديش ثقة في حد او فقدت الثقة ممكن يكون نتيجة حدث حقيقي..فعلا تعرض للخيانة او الخداع او الكذب...وهنا فقدان الثقة مبرر ...فقدان نتيجة حدث حقيقي.. او نتيجة حالة داخلية...الشخص ده نفسه ميال للشك...او غير قادر على الثقة بالاخرين....وده وضع

ازاي نتعامل مع أزمة منتصف العمر..(ومع كل الأزمات عموما) ..(7)

أزمة منتصف العمر ليست نكتة أو شئ مضحك ..ولكنه مرحلة تحولات وفترة انتقالية..عالية الأهمية وليها تأثير كبير سهل جدا تنكرها وتتجاهلها...سهل جدا انك تلقي باللوم على آخر أو على الظروف...سهل جدا انك تبص لحد من برة وتحكم عليه بطريقة الخبير والواثق...انهم مندفعين ولا اكتراثيين ومتهورين واغبياء بدلا من مواجهة طوفان الخوف الذي يفور بداخلنا لما يكون شخص في أزمة منتصف العمر...فلا وقت للمزاح معه  ..بشكل جاد لو انت في علاقة مع شخص في أزمة لا تأخذ الأمور بخفة ولا مبالاة..انتبه….لو انت في أزمة. ..اهتم جدا. الشخص أثناء الأزمة قد يصبح مستعدا للتخلي عن كل شئ بشكل حاد وجاد وسريع وفي نفس الوقت. علشان كدة اهم نصيحة لحد في الأزمة...لا تقم بأي تغيير كبير...لا تتخذ أي قرار مهم وخطير في مجمل حياتك وبالأخص العمل...المال...العلاقات الشخصية. ده شعار المرحلة….فكر وفكر وفكر وفكر... الرغبة الملحة للتغيير والتخلي عن كل شئ بتبقى قوية جدا و مسيطرة على الشخص لشهور..وبالتالي يجب تحجيمها ومقاومتها..حتى لا يفعل شئ لا ينفع الندم عليه لاحقا. المشاعر السلبية الحالية ستذهب وستبقى عواقب القرارات الخطيرة و المندفعة وال