الاحتياج للامان. بيتطلب معاه الاحتياج للاستقرار .. للوضوح والتحديد والفهم
علشان ابقى مطمن محتاج اعرف ان الحاجة اللي قدامي مصدر تهديد ولا لأ...وازاي ممكن تهددني..وازاي اتعامل معاها
المجهول والغامض وغير المتوقع واللي مش معروف طريقة عمله ولا مكانه ونظامه حاجة مرعبة للي عندهم خوف شديد من المجهول...ومقلق للعاديين بدرجة ما
وبالتالي انا محتاج اعرف وافهم كل شئ وتفاصيله...بس احتمال مقدرش..يبقى عايز كل شئ يبقى قليل ومحدد وتنويعاته قليله والاختيارات فيه محدودة..مش عايزه مبهوء..عايزه ملموم...عايز نظام محدد..عايز روتين محدد عارف اوله واخره وفاهمه...اي محاولة لتوسيع المجال رعب بالنسبة ليا ..اي جديد رعب.. اي زيادة في الاختيارات قدامي رعب...عايز اختصارات..
عايز قواعد معروفة ولوايح علشان ابقى فاهم ومتوقع كل حاجة في مكانها...ومنظمة
يمكن القوانين والاعراف واللوايح والقواعد مهمة علشان كدة...علشان تبقى كل حاجة متوقعة..عارف اللي ليا واللي عليا
محتاج الغي كل غموض وعشوائية ..اسئل على تفاصيل وميهداش بالي غير لما اعرف..لازم اعرف تفسير لكل شئ ..واللي ملوش تفسير اشوفله تفسير ايا كان صح او غلط....محتاج للنهايات المغلقة وتقفيل كل موضوع وحاجة
مفيش حاجة اسمها اراء...الحقائق فقط تتكلم...ولازم دليلها معاها
مفيش تعدد حقائق لازم حقيقة واحدة على الكل..مفيش نسبية..لازم الامور تبقى مطلقة...قولا واحدا
مفيش حاجة اسمها تأويل ...عايزها حادة وحرفية
الاحتياج للتحديد بيقابله الاحتياج للتغيير.. للعفوية والتلقائية والحرية...الاحتياج اني ابقى على راحتي ومش عامل حساباتي وفاكك قيودي..الاحتياج تبقى الخيارات قدامي كتيرة والتنويعات كتيرة ومفيش قواعد ولا حاجة تحددني..الاحتياج للتجديد والمفاجئات والمغامرة والاثارة واللعب واللهو والبعد عن الروتينية والرتابة ....الحاجة للنهايات المفتوحة
الحاجة للغموض والعشوائية والتعامل مع الاشياء كما هي بدون تفسير والتعامل مع ما يأتي كما ياتي ايا كان
كل الاراء مقبولة...وكل الاحتمالات واردة...وكل شئ نسبي ومقبول وحتى غير المفهوم عادي ومقبول ...
كل احتياج بيخدم غرض..الحاجة للتحديد والتاكيد. علشان نتطمن ونستقر ونتصرف على نور...والحاجة لعدم التحديد والتنوع والتغيير.. علشان نعيش ونستمتع
والاتنين طرفي نقيض ..محتاجين موازنة ومرونة
موازنة بين الكفتين..بين الجدية والتكلف والحذر والتحديد وبين الاريحية والعفوية والتلقائية واللعب
ومرونة امتى وفين وازاي
والاتنين محتاجين يكونوا في المستوى النفسي مجرد احتياج للاحساس بالتاكد او احساس بالتحرر..اكثر منه فعل في الواقع
الخائفين بشدة...بيحتاجوا التاكيد والثبات والتحديد في الخارج عند الاخرين والناس والمحيط بهم.. وبشكل اكبر وزائد عن الحد
عايزين نظام حديدي واضح ومحدد واحتمالاته وتنويعاته وتوقعاته قليلة ومعروفة
وبيهاجموا وبيرفضوا اي جديد او مجهول او مختلف او متنوع..او مبهم او مش واضح او الاراء والمشاعر والانسانيات..كلها بالنسبة لهم ملهاش قواعد ومش مفهومة ولا محددة ولا متوقعة وبالتالي مصادر خطر
ميقبلوش اي نسبوية ولا تعددية..فالحق والصواب واحد ومطلق...
متكلفين ومنمقين وموسوسين
حرفين بشكل واضح ولا يقبلوا التأويل
مفتشين ومتجسسين وحشرين وفضوليين عنصريين متحيزين واقل تعايشا وتسامحا
واللي محتاجين التغيير بشكل كبير عايزين يكسروا كل قيود وكل خيوط وحدود ..عايزين يفتحوا كل الطرق والسكك والاحتمالات...اللي بيطالبوا بالتغيير والتنوع اكثر امنا واطمئنانا واكتر تسامحا وقبولا للاخرين وتعايشا
ولان الامان مقدم على المتعة والتنوع..وهو السابق في هرم الاحتياجات ..كانت المجتمعات اكثر ميلا الى النظام والضبط والتحديد...وكلما زاد الخوف كانت المطالبة الاشهر والاكثر الحاحا عايزين سلطة حديدية...
ولان الحاجة الى التنوع والمتعة والتغيير اعلى كانت المجتمعات المتشددة والمستبدة والمنغلقة اقل تطورا نفسيا قبل ان تكون واقعا ماديا
الخائفين والذين يحتاجون لدرجة عالية من الاستقرار والجمود ستكون نظرتهم الخائفة في كل مجال ومقاربتهم واحدة في كل اتجاه...في الدين والسياسة والثقافة والعمل والشارع والمنزل وان رايته يوما ينادي بالتغيير فاعلم ان الوضع الذي يريد تغييره يمثل اه تهديدا ما..والوضع الذي يريده هو امان ضد هذا الخوف...ليس عجيبا ان ترى تيارا منغلقا ينادي بتغير تيار منغلق اخر....هو فقط يريد امانا وجمودا من نوع ما ملائم له
المجتمعات الخائفة هي من تستدعي التشدد والاستبداد...او من اجل التشدد والاستبداد يجب ان تكون المجتمعات اكثر خوفا...وفي رعب مستمر
تعليقات
إرسال تعليق